يستمتع كنعان بالجلوس مع جده وهو يحدثه عن قصص
معاركه وكيف خرجوا من فلسطين عام 1948 والقصف الإسرائيلي فوق رؤوسهم ، وكيف حارب
مع الجيش العربي ، وتقاطيع وجهه تظهر فخره رغم الهزائم وأصبح دائماً يردد: "على
الأقل قاتل العرب مع بعضهم ، مش ضد بعضهم كما هو حاصل اليوم" ، وكان يختم بقوله:"
لولا الخيانات ، ما سقطت فلسطين"!
عدنان هو الآخر يستذكر جلساته مع جده المزارع ،
الذي كان يحثه على التعلم وإكمال دراسته إلى أبعد حد والانخراط مع العلم والعلماء
، فقد كان يتمنى ذلك لنفسه لولا نقمة النكبة والتهجير والفقر الذي تبعه ، حيث اضطر
أن يعمل أجيراً بعد أن كان صاحب أرض يزرع ويفلح ، ليعيل أسرته بعد وفاة أبيه خلال
الحرب وأكبر إخوته.