Monday, December 3, 2018

ح 10


يستمتع كنعان بالجلوس مع جده وهو يحدثه عن قصص معاركه وكيف خرجوا من فلسطين عام 1948 والقصف الإسرائيلي فوق رؤوسهم ، وكيف حارب مع الجيش العربي ، وتقاطيع وجهه تظهر فخره رغم الهزائم وأصبح دائماً يردد: "على الأقل قاتل العرب مع بعضهم ، مش ضد بعضهم كما هو حاصل اليوم" ، وكان يختم بقوله:" لولا الخيانات ، ما سقطت فلسطين"!

عدنان هو الآخر يستذكر جلساته مع جده المزارع ، الذي كان يحثه على التعلم وإكمال دراسته إلى أبعد حد والانخراط مع العلم والعلماء ، فقد كان يتمنى ذلك لنفسه لولا نقمة النكبة والتهجير والفقر الذي تبعه ، حيث اضطر أن يعمل أجيراً بعد أن كان صاحب أرض يزرع ويفلح ، ليعيل أسرته بعد وفاة أبيه خلال الحرب وأكبر إخوته.

Saturday, November 17, 2018

ح 9


يصحوعدنان بشكل مفاجئ بعد منتصف الليل ، يذهب الى الحمام ثم يشرب كأساً كبيراً من الماء وينظرإلى نفسه في المرآة وهو يرتدي شباح أبيض ويراقب كرشه يتدلى أمامه ، ثم يذهب الى غرفته ويخرج ورقة صفراء ويكتب هدفاً "قابلاً للقياس" للخمس سنوات القادمة فيكتب :" أن افرح أمي  بتهنئتة بجريدة القدس بمناسبة الحصول على الدكتوراه ". لم يعرف عدنان حينها ما يريد بالضبط ولكنه أراد أن يسعد أمه التي لطالما شاهدها تقرأ الجريدة وتفرح لفرح الناجحين والمهنئين في صفحة الاجتماعيات ، قبل أن تقاطعها الجدة كالعادة وتطلب الانتقال إلى صفحة الوفيات لعلها تتعرف على أحدهن ، وكأنها تقارن عمرها بالأخريات لتخمن يومها.

كنعان ما زال مشغولاً ومأخوذاً بسيارته الحمراء من غسيل وتزيين وديكورات كأنها عروسه التي يحاورها ويدللها ويخرج معها .

Wednesday, November 7, 2018

ح 8


كنعان يغير صورة بروفايل الفيس بوك والخلفية ويضع صورة له يظهر فيها من الخلف واقفاً أمام سيارته الحمراء فاتحاً ذراعيه للسماء ، وكان ذلك بعد أكثر من عشر محاولات من قبل أخوه الأصغر لإلتقاط صورة معبرة أراد أن يوصل بها رسالة غير مباشرة (أو هكذا اعتقد) !

عدنان يكسب مودة مديره بسبب اجتهاده في العمل ، ويحصل على زيادة جيدة في راتبه ، وما كان عمله لساعات طويلة إلا لتشتيت تفكيره عن أمور كثيرة وهموم وأحلام كبيرة (كما يقول) !

Friday, October 26, 2018

ح 7

عدنان يفتح الرزنامة الإلكترونية على الكمبيوتر في أول يوم دوام بعد الإجازة ليقدر موعد إجازته في السنة القادمة ، ثم يسرح ويتذكر زيارات كنعان أيام الجامعة وكيف كان يقضي ساعات طويلة في الساحة الحمراء يتسامر مع الأصدقاء في عز الظهر مستترين في ظل مبنى العلوم ويتحسر ويقول : " يا محلا الدراسة وشمس بلادي ، كاينة مش شمس بالنسبة لحر الخليج " ...

أما كنعان فهو اليوم فرحان ، فقد اشترى سيارة كيا "حمرة" بالتقسيط ، ومتشوق للذهاب بها إلى العمل ، كان قرار شراء السيارة سريعاً ، ودفع مبلغاً مقدماً كبيراً ، ليخفف عدد الشيكات فهو يكره الدين والقروض ، وكانت عائلته أشد فرحاً بذلك وخصوصاً أنها قد تلهيه عن "حادثة" خطوبة جارته السمراء نسرين التي كانت تعتقد عائلة كنعان "أنه حاطط عينه عليها" ، قبل أن ينتزعها منه "المجرم" إبن عمها (حسب تعبير كنعان).

Saturday, October 20, 2018

الحلقة 6

يفكرعدنان بجدية في أن يضع هدفاً قابلةً للقياس وخصوصاً أنه بدأ يقترب من الثلاثين ولم يحقق شيئاً "محرزاً" (كما يقول) ...
عدنان يحدث نفسه: " بدي أشتري أرض ولو عند عيون الحرمية ، حتى أثبت أقدام أبنائي في بلدي من بعدي" ...
ثم نزلت دمعة من عينه حين قاطعته أفكاره اللئيمة وبدأ يتخيل سيناريو نقل جثمانه في الطائرة ليدفن في فلسطين...
"لازم أكتب وصيتي" ...
تنهد ثم تبسم كعادته ليستعيد مزاجه من خلال مزاحه ، فراجع نفسه بقوله: "خليني أتجوز في الأول"
في هذه الأثناء كان كنعان ينفث دخان أرجيلته وهو يجلس على شباك قهوة قصر النيل يغط في أفكاره على أنغام "دارت الأيام" ، يبرد فنجان قهوته التركية ، ثم يقول وهو يرقب البائعين المتجوليين :"بضلهم رياديين مش موظفين"

Sunday, October 14, 2018

الحلقة 5


يسافرعدنان عبر جسر الملك حسين باتجاه الأردن...
كنعان: " نياله عدنان بسافر مش زيي ! مع إني ما لي خص بشي ، طول عمري ماشي الحيط وبقول يا ربي الستر، أما هو كان معجّب في بيرزيت ، الله ينتقم منه اللي كان السبب " 
يتصل عدنان بأهله وهو داخل الباص: "اه يامّاه هينا خلّصنا من عند اليهود ، وطلعنا في الباص باتجاه عمّان ، الجسر أزمة كثير ، بس الحمد لله هانت ، دعواتك ياما"
أم عدنان وصوتها يتحشرج والدموع تنزل على خدودها بهدوء : " الله ييسر أمرك ياما ويبعد عنك ولاد الحرام ، ويرجعك سالم غانم .... قلتلك إنزل بدري ياما"
عدنان: " كل العالم نازلين بدري ياما ، بس الموضوع هو الكرامة.  وأيوه هيك ضلك ادعيلي  والأهم تدعي على أولاد الحرام ، وبطلي عياط ياما ، كل سنة لازم هيك ، هيني ما بغيب اللا أنا راجع ".


الحلقة 4


يلتقي عدنان وكنعان في اليوم التالي وسط نابلس ...
عدنان: " جاي على بالي تمرية من اللي في البلد جوا ، بذكرني في أيام الطفولة "
كنعان: " أوه هاد رهيب ، لساته زي ما هو ما تغير من أيام الطفولة ! نفس الطعم الزاكي ، نفس الطاولتين ، وبجوز لساته بقلي بنفس الزيت هههه ، بس اشي من الآخر "
عدنان: "هههه ، حرام عليك يمكن مش كتير"هايجين" ، بس بقوي المناعة ! بعدين شو القصة كلكم بتقولوا اشي من الآخر ، من ايمتى الآخر صار الأفضل؟"
كنعان: "بلا فلسفة"